مقالات اقتصادية

نظرة على المنطقة الشرقية وروافد جذب الاستثمارات من كل النواحي

المنطقة الشرقية عاصمة الصناعات الخليجية وهي أحد أهم روافد جذب الاستثمارات العالمية الى المملكة لتنوع موارها الطبيعية ولثروتها البشرية ولأهميتها الصناعية، حيث يوجد بها العديد من القطاعات ذات الميزة النسبية التي تمثل فرص استثمارية واعدة، خاصة في ظل توفر العديد من المشروعات العملاقة التي تحفز النمو الاقتصادي والاستثمار في العديد من الانشطة الاقتصادية وتساهم في تحقيق الخطط التنموية للمملكة، كما ان موقعها الجغرافي جعلها منفذا سهلا لأسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا ويتمتع سوق الشرقية بقدرة شرائية عالية.

وتأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثالثة من حيث حجم السوق على مستوى مناطق المملكة، بسبب عدد سكانها المتزايد وموقعها الجغرافي المتميز والذي أدى الى سهولة اتصالها بجيرانها من الدول المطلة على الخليج العربي، مما ساعد في فتح أسواق خارجية جديدة أمام المنتجات السعودية، ويؤدي ارتفاع حجم السوق في المنطقة الى تشجيع الاستثمار والانتاج فيها، ويحسن من بيئتها التنافسية.

وتبذل المملكة جهودا كبيرة لتنويع القاعدة الاقتصادية وتحسين البيئة الاستثمارية وتمثل ذلك في الخطوات الجادة للإصلاح الاقتصادي لرفع تنافسية المملكة دوليا في جذب الاستثمار كعاصمة للطاقة وحلقة وصل رئيسية بين الشرق الغرب وكذلك تجسيدا لرسالتها التي ركزت على أهمية انشاء بيئة عمل صحية جاذبة اضافة الى توفير خدمات شاملة للمستثمرين.

أهم المؤشرات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية

بلغ عدد سكان المنطقة الشرقية حوالي 5 ملايين نسمة مما يمثل نحو 15% من اجمالي سكان المملكة البالغ عددهم 33.4 مليون نسمة وشكل السعوديين مانسبته 64.1% من اجمالي سكان المنطقة، وتسهم المنطقة في توظيف مانسبته 23.4% من اجمالي عدد المشتغلين السعوديين بالقطاعين الحكومي والخاص، وتحتل الشرقية المركز الثاني بعد الرياض في التي تسهم بتوظيف مانسبته 40.9% من اجمالي عدد المشتغلين بالمملكة في اخر الاحصائيات وفقا لبيانات 2018.

تعزيز مؤشرات التنافسية في المنطقة الشرقية

وتعد المنطقة الشرقية بوابة المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 كونها مركزا رئيسيا ومهما للاستثمارات السعودية والخليجية، فهي حقا عاصمة الصناعات الخليجية، وتتصف المنطقة بخصائص اقتصادية مميزة فهي اكبر منطقة نفطية في العالم، وتتركز فيها النشاطات الاقتصادية المتعلقة بالنفط وتكريره وتسويقه الى صناعات تجميع الغاز الطبيعي.

الموقع الإستراتيجي

كما يمنح موقع المنطقة الشرقية الاستراتيجي المنشآت التجارية والصناعية العاملة فيها ميزة نسبية من حيث سهولة نقل البضائع وانخفاض تكاليف نقل المنتجات الى بقية مدن المملكة وأسواق الدول الخليجية المجاورة، بالإضافة لوجود شبكة حديثة ومتطورة من الطرق السريعة والجسور والكباري التي تربط بين مدنها الرئيسية ومرافقها الصناعية والبترولية المختلفة بالمنطقة.

جودة النقل الجوي والبحري

كذلك يوجد بالمنطقة الشرقية عدة موانئ تجارية وصناعية دولية لأغراض النقل المختلفة وتقوم بربط المنطقة بمختلف أسواق العالم خاصة دول آسيا ، مما يعني أن المنطقة الشرقية وموانئها المختلفة أحد المراكز التجارية الرئيسية لمنطقة الشرق الأوسط ، إلى جانب توافر مستلزمات الصناعة الحديثة وخصوصا شبكة الإتصالات والطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المصانع ، واحتوائها على العديد من الثروات الطبيعية المعدنية ذات الأهمية الكبيرة لقطاع التشييد والبناء. وتضم المنطقة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ثاني أكبر موانئ المملكة، وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وميناء الجبيل التجاري، وميناء الخبر، إضافة الى الميناء الرئيسي لتصدير النفط في رأس تنورة والذي يصدر منه حوالي 97% من كمية الزيت الخام والمنتجات البترولية التي تصدرها المملكة.

وتضم المنطقة الشرقية عدة مطارات اهمها مطار الملك فهد الدولي بالدمام ويعد اهم الدعامات الاساسية والمهمة التي تعتمد عليها المنطقة لنمو حركة النقل والشحن الجوي، حيث بلغ عدد الركاب عبر مطارا لملك فهد اكثر من 10.800 ملايين راكب في العام 2019.

جودة الطرق البرية والسكك الحديدية

تتمتع المنطقة الشرقية بشبكة حديثة ومتطورة من الطرق السريعة والجسور والكباري، طبقا لأحدث المواصفات العالمية، والتي تربط بين مدنها الرئيسية ومرافقها الصناعية والبترولية المختلفة، وبينها وبين الاقطار الخليجية الأخرى.

وترتبط المنطقة الشرقية بمنطقة الرياض بخط السكك الحديدية والذي يربط الرياض بالدمام مروراً بكل من الظهران وبقيق والهفوف، كما يوجد خط آخر مخصص للبضائع يبدأ من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ويصل الى الرياض مروراً ببقيق والهفوف وحرض والخرج، وتبلغ المسافة بين محطة سكة حديد مدينة الدمام الى الرياض على الخط القديم 556 كلم.

جسر الملك فهد

وتربط المنطقة الشرقية المملكة بدول مجلس التعاون الخليجي عن طريق جسر الملك فهد الذي يمتد من المنطقة الشرقية إلى مملكة البحرين.

الصناعات البديلة

تقوم استراتيجيات المملكة على تطوير الصناعات البديلة من خلال تطوير و إنشاء سلسة من المدن الصناعية ، وتعد مدينة الجبيل الصناعية من أكبر وأهم المدن الصناعية بالمملكة ، حيث أعدت بموجب مواصفات خاصة لتكون أكثر جاذبية للاستثمارات الصناعية على المستوى الإقليمي والدولي كما أنها تعد موطنا للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» وشركات أخرى للمواد الكيميائية والبوليمرات والأسمدة والمعادن وغيرها من المنتجات . لا تعتبر الصناعات الثقيلة والصناعات التحويلية المدخلات الوحيدة في هيكل التنويع الاقتصادي في المنطقة ، ولكن يلعب قطاع الزراعة دورا مهما في استراتيجية التنويع ، حيث تشكل زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل كالتمور والفواكه والخضروات شريحة واسعة من اقتصاد المنطقة الشرقية .

استهداف القطاع الخاص

وتستهدف المملكة من رؤيتها 2030 الوصول بمساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من 40% الى 65% ، وقد حددت الرؤية دور القطاع الخاص السعودي في تنفيذ برامجها بصفته شريكا أصيلا في التنمية الإقتصادية، وما يمثله هذا القطاع في دوره التكاملي مع قطاعات ومؤسسات الدولة المختلفة من أجل اقتصاد وطني ذي مؤشرات قوية.

تطور أداء الأنشطة الاقتصادية في المنطقة الشرقية

البترول والغاز

يمثل قطاع البترول والغاز أكبر وأهم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة الشرقية، حيث يقع بالشرقية اغلب حقول النفط والغاز المنتجة في المملكة، ومنها حقل الغوار والسفانية والوفرة وشيبة، كما تحتضن المنطقة الشرقية مايعادل ربع احتياطيات العالم من الزيت الخام.

أما قطاع الغاز فيشهد تطورا كبيراً بالمنطقة الشرقية منذ اكتشافه فيها، وتوجد عدة مشاريع مشتركة بين شركة ارامكو السعودية وعدة شركات عالمية لتطوير مرافق الغاز، والتنقيب والعمل على استخدام الغاز في الصناعات المحلية، وفي توليد الكهرباء، بهدف توفير كميات أكبر من الزيت لأجل التصدير.

النشاط الصناعي

يأتي قطاع الصناعات التحويلية في المنطقة الشرقية في المرتبة التالية مباشرة من حيث الأهمية بعد قطاع البترول والغاز، وتضم المنطقة العديد من المدن الصناعية، حيث يوجد بها مدينة الجبيل الصناعية أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط ومدن صناعية أخرى متطورة في الدمام والأحساء.

ويقدر عدد المنشآت الصناعية بالمنطقة الشرقية بنحو 19599 منشآة بما يمثل 17.5% من أجمالي المنشآت الصناعية المملكة وبذلك تحتل المنطقة المركز الثالث على مستوى المملكة من حيث عدد المنشآت الصناعية «بحسب التقرير السنوي 2019 لغرفة الشرقية».

حركة البناء والتشييد

يعد قطاع البناء والتشييد من أهم الانشطة الاقتصادية بالمنطقة، فهو بمثابة قاطرة تقود الاقتصاد وتجذبه الى الانتعاش بقدر ماتجذب اليه الاستثمارات (محلية و أجنبية)، حيث بلغ إجمالي عدد رخص المنشآت التجارية الصادرة لجميع استخدامات رخص المنشآت التجارية لعام 2018 في المنطقة الشرقية نحو 872 ألف رخصة مما يمثل حوالي 5.9% من عدد رخص المنشآت التجارية الجديدة الصادرة في المملكة «بحسب التقرير السنوي 2019 لغرفة الشرقية».

النشاط التجاري

يعتبر قطاع التجارة من القطاعات الرئيسية في المنطقة نظرا للأنشطة الاقتصادية والإنتاجية الحيوية المختلفة في المنطقة، بالإضافة الى حجم السوق الاستهلاكي الكبير في المنطقة.

وقد بلغ عدد السجلات القائمة بالمنطقة الشرقية «بحسب التقرير السنوي 2019 لغرفة الشرقية» نحو 179.6 الف سجل مما يمثل 16.1% من إجمالي عدد السجلات القائمة بالمملكة.

التنمية السياحية

تعد المنطقة الشرقية مقصدا سياحيا متميزا، فهي تجمع بين الشواطئ السياحية الحديثة والواحات الخضراء الواسعة والصحاري الهادئة والاثار التاريخية، مما يجعلها احدى المناطق الاكثر تطورا في المملكة والاعلى تنمية والافضل اداءً. وجاءت المنطقة الشرقية في المركز الخامس في العام 2018 من حيث نصيبها من اجمالي عدد الرحلات السياحية المحلية بالمملكة وذلك بنسبة بلغت 9.5%.

تطوير خدمات الاتصالات الهاتفية

والبريدية

تغطي المنطقة الشرقية شبكات الاتصال من خلال الخطوط الهاتفية الثابتة وخطوط الجوال والخط الرقمي DSL ، كما تعد المنطقة من أعلى مناطق المملكة في نسبة انتشار الحاسب الآلي حيث بلغت 95.7% في العام 2018م.

توفر المياه والطاقة الكهربائية

تعتمد المنطقة الشرقية في توفير مياه الشرب على مصدرين هما المياه الجوفية والمياه المحلاة، ويوجد بالمنطقة عدة محطات لتحلية المياه المالحة على ساحل الخليج العربي من أهمها وأكبرها ثلاث محطات في مدن الجبيل والخبر والخفجي، حيث بلغت كمية المياه المنتجة بمحطة تحلية الجبيل نحو 440.9 مليون متر مكعب 2018م، كما بلغت نحو 181.5 مليون متر مكعب بمحطة تحلية الخبر، كذلك بلغت نحو 21.7 مليون متر مكعب بمحطة الخفجي.

فيما يتم توفير الطاقة الكهربائية في المنطقة الشرقية من محطات توليد غازية في الدمام، والجبيل، والقيصومة، والسفانية، والعثمانية، وشدقم، والجعيمة، ومحطتين لتوليد الكهرباء بالديزل في سلوى، والرقعي، ومحطتين بخاريتين في غزلان والقرية، حيث بلغت اجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بالمملكة في العام 2018م 192.6 مليون ميجا وات/ساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى